الاثنين، 27 فبراير 2012

{ الفراشات } ‏‏ العشرة المبشرين بالجنه (8) عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه





عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه 
فضائله: أحد العشرة المبشرين بالجنة.
عبد الرحمن بن عوف أحد الثمانية السابقين إلى الإسلام، عرض عليه أبو بكر الإسلام فما غُـمَّ عليه الأمر ولا أبطأ، بل سارع إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يبايعه وفور إسلامه حمل حظـه من اضطهاد المشركين، هاجر إلى الحبشة الهجـرة الأولى والثانيـة، كما هاجر إلى المدينـة مع المسلميـن وشهـد المشاهد كلها، فأصيب يوم أُحُد بعشريـن جراحا إحداها تركت عرجا دائما في ساقه، كما سقطت بعـض ثناياه فتركت هتما واضحا في نطقه وحديثه.
2- التجارة: كان -رضي الله عنه- محظوظا بالتجارة إلى حد أثار عَجَبه فقال: { لقد رأيتني لو رفعت حجرا لوجدت تحته فضة وذهبا}.
وكانت التجارة عند عبد الرحمن بن عوف عملاً وسعياً لا لجمع المال ولكن للعيش الشريف، وهذا ما نراه حين آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، فآخى بين عبد الرحمن بن عوف و سعد بن ربيع،فقال سعد لعبد الرحمن:{ أخي أنا أكثر أهل المدينة مالا، فانظر شطر مالي فخذه، وتحتي امرأتان، فانظر أيتهما أعجب لك حتى أطلّقها وتتزوجها }.
فقال عبد الرحمن: { بارك الله لك في أهلك ومالك، دُلوني على السوق } وخرج إلى السوق فاشترى وباع وربح00
3- لاينسى حق الله: كانت تجارة عبد الرحمن بن عوف ليست له وحده، وإنما لله والمسلمون حقا فيها، فقد سمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول يوما:{ يا بن عوف إنك من الأغنياء، وإنك ستدخل الجنة حَبْوا، فأقرض الله يُطلق لك قدميك }.
ومنذ ذاك الحين وهو يقرض الله قرضـا حسنا، فيضاعفـه الله له أضعافـا، فقد باع يوما أرضا بأربعين ألف دينار فرّقها جميعا على أهله من بني زُهرة وأمهات المسلمين وفقراء المسلمين،وقدّم خمسمائة فرس لجيوش الإسلام، ويوما آخر ألفا وخمسمائة راحلة، وعند موته أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله، وأربعمائة دينار لكل من بقي ممن شهدوا بدرا حتى وصل للخليفة عثمان نصيبا من الوصية فأخذها وقال:{ أن مال عبد الرحمن حلال صَفْو، وإن الطُعْمَة منه عافية وبركة}.
وبلغ من جود عبد الرحمن بن عوف أنه قيل: {أهل المدينة جميعا شركاء لابن عوف في ماله، ثُلث يقرضهم، وثُلث يقضي عنهم ديونهم، وثلث يصِلَهم ويُعطيهم}.
وخلّف بعده ذهبُ كثير، ضُرب بالفؤوس حتى مجلت منه أيدي الرجال.
4- في أحد الأيام اقترب على المدينة ريح تهب قادمة اليها حسبها الناس عاصفة تثير الرمال، لكن سرعان ما تبين أنها قافلة كبيرة موقَرة الأحمال تزحم المدينة وترجَّها رجّا، وسألت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-:{ ما هذا الذي يحدث في المدينة؟}.
وأُجيبت أنها قافلة لعبد الرحمن بن عوف أتت من الشام تحمل تجارة له فَعَجِبَت أم المؤمنين:{ قافلة تحدث كل هذه الرجّة؟}.
فقالوا لها:{ أجل يا أم المؤمنين، إنها سبعمائة راحلة }.
وهزّت أم المؤمنين رأسها وتذكرت:
{ أما أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:{ رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حَبْوا }.
ووصلت هذه الكلمات إلى عبد الرحمن بن عوف، فتذكر أنه سمع هذا الحديث من النبي -صلى الله عليه وسلم- أكثر من مرة، فحثَّ خُطاه إلى السيدة عائشة وقال لها:{ لقد ذكَّرتني بحديث لم أنسه }.
ثم قال:{ أما إني أشهدك أن هذه القافلة بأحمالها وأقتابها وأحْلاسِها في سبيل الله }.
ووزِّعَت حُمولة سبعمائة راحلة على أهل المدينة وما حولها.
5- الخوف:
وثراء عبد الرحمن -رضي الله عنه- كان مصدر إزعاج له وخوف، فقد جيء له يوما بطعام الإفطار وكان صائما، فلما وقعت عليه عيناه فقد شهيته وبكى ثم قال:{ استشهد مصعب بن عمير وهو خير مني فكُـفّـن في بردة أن غطّت رأسه بدت رجلاه، وإن غطّت رجلاه بدا رأسه، واستشهد حمزة وهو خير مني، فلم يوجد له ما يُكَـفّـن فيه إلا بردة، ثم بُسِـطَ لنا في الدنيا ما بُسـط، وأعطينا منها ما أعطينا وإني لأخشى أن نكون قد عُجّلـت لنا حسناتنا }.
 كما وضع الطعام أمامه يوما وهو جالس مع أصحابه فبكى، وسألوه:{ ما يبكيك يا أبا محمد؟} قال:{ لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع هو وأهل بيته من خبز الشعير، ما أرانا أخّرنا لما هو خير لنا وخوفه هذا جعل الكبر لا يعرف له طريقا، فقد قيل:{ أنه لو رآه غريب لا يعرفه وهو جالس مع خدمه، ما استطاع أن يميزه من بينهم}.
 
6- الهروب من الخلافة:
كان عبد الرحمن بن عوف من الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة لهم من بعده قائلا:{ لقد توفي رسول الله وهو عنهم راض }.
وأشار الجميع إلى عبد الرحمن في أنه الأحق بالخلافة فقال:{ والله لأن تُؤخذ مُدْية فتوضع في حَلْقي، ثم يُنْفَذ بها إلى الجانب الآخر، أحب إليّ من ذلك }.
وفور اجتماع الستة لإختيار خليفة الفاروق تنازل عبد الرحمن بن عوف عن حقه الذي أعطاه إياه عمر، وجعل الأمر بين الخمسة الباقين، فاختاروه ليكون الحكم بينهم وقال له علي -كرم الله وجهه-:{ لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يصفَك بأنك أمين في أهل السماء، وأمين في أهل الأرض }.
فاختار عبد الرحمن بن عوف { عثمان بن عفان } للخلافة، ووافق الجميع على إختياره.
 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق