السبت، 15 ديسمبر 2012

{ الفراشات } فجأة أذن المؤذن




فجأة أذن المؤذن

كنت جالساً مع ثلةٍ من الشباب نتجاذب أطراف الحديث مستمتعين بالجلسة وبحوارات جميلة قطفنا فيها من كل بستان زهرة ومن كل فيض غيظ. وفجأة أذن المؤذن قائلاً : الله اكبر الله اكبر أشهد إلا إله إلا الله أشهد أن محمد رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح. أكمل المؤذن حتى انتهى من الأذان وبصراحة لم يصغي أحدنا للأذان متلهين بالحديث وبجمال الجلسة وكأن على آذاننا صمغ.
في الجانب الآخر يقول المهندس عمار مغربي : كانت هناك فرقة نصرانية أميركية تدعوا إلى السلام في الأرض ، ومن أسس السلام لديهم آذان المسلمين بما فيه من روحانية وصفاء ونقاء. وجهوا دعوة للمركز الإسلامي ليبعثوا لهم مؤذناً يؤذن في حفلهم السنوي ، فوقع الاختيار على أخي عمّار قال : فترددت كثيراً ثم استخرت واستشرت وقررت الذهاب بلباسي العربي الكامل. أذّنت في الكنيسة ، والله لقد رأيت منهم خشوعاً عجيباً رغم أن الآلات الموسيقية في أيديهم !!! وهم بانتظار انتهاء الآذان حتى تبدأ طقوسهم ، وما أن انتهيت وخرجت حتى فوجئت بجمع غفير في الخارج ، بعضهم لم يستطع أن يتمالك نفسه من البكاء ومنهم عجوز طلبت مني ترجمة الأذان لكي تفهم فحوى هذه الكلمات التي هزت قلبها. أقول ليس بمستغرب وقوع الأذان في نفوس سامعيه حتى لو كانوا كفاراً إذا كانوا في حاله من الصمت والخشوع.
إن في الأذان دروس وعبر منها البدء بإعلان أن الله اكبر من كل شيء بالوحدانية لله سبحانه وتعالى ، ثم تشهد لمحمد صلى الله عليه وسلم بأنه عبد لله ورسوله العالمين أجمعين. وعندما تسمع حي على الصلاة تشعر بقوة النداء بالأمر المفروض على كل مسلم للذهاب إلى المسجد مباشرة مسرعاً ومتوجهاً للقاء أكبر من كل كبير. وفي حي على الفلاح هو استشعار أن الفلاح والفوز في أداء الصلاة ومناجاة رب العباد.
وآخر الآذان يذكرنا بالتوجه إليه سبحانه تعالى هو الله لا اله إلا هو الحي القيوم. فأي موسيقى وأي نغمات وأي ترانيم تضاهي نداء الآذان ، لكن للأسف كثير منا ينشغل عن الخشوع عندما يرفع صوت الأذان بملهيات الدنيا وهي كثير ، بل هناك من يتعمد كثرة الحديث وقت الأذان بدون استشعار أو خشوع. وبعضنا يتقاعس عن استجابة النداء ولا يؤدي الصلاة إلا من اجل أن يسقط عنه الواجب فقط.

ومضة :
ما فعله الأذان في مستمعيه في الكنيسة وما وجدوا من رهبه وحلاوة منقعطة النظير لأنه نداء خاطب قلوبهم وتتغلغل في أعماق نفوسهم ووجدان مشاعرهم. لذا كانت ردة فعلهم طبيعيه !! أيها المسلمين متى نتعلم أهمية النداء لأداء صلاة تقربنا من بيده ملكوت السموات والأرض.



     منقوووول
    ابوهينال من جدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق