الأحد، 9 ديسمبر 2012

{ الفراشات } اختلط الحابل بالنابل




اختلط الحابل بالنابل

قبل أيام كنت ضيفاً في مجلسٍ لقريب لي ، وكان الحاضرين مجتمعین أمام التلفاز متابعين بشغف ، متسمرةً أعينهم لا تحيد قيد أنمله ، ولا تزيغ يمنةً أو يسرة. هل تعلمون ماذا كانوا يتابعون ؟؟ سأخبركم سراً ، لكن قبل إخباركم بالخبر عندي لكم سؤال تخيلوا لو رأيتم شاباً يافعاً مع شابة بمنتهى الجمال والأناقة في مكان عام وفي مرأى ومسمع من أعين الناس وهم يتبادلون القبل والأحضان وكلاماً من الغرام؟؟؟
لا أريد إجابة منكم .!! لأن عندي سؤلاً آخر وأتمنى أن تتحملوني قليلاً ، تخيلوا أنكم حضرتم حفلة زواج ، طبعاً ستقولون أمراً عادياً حضور حفلة زواج ، نعم ولكن سأقول لكم أن الزوجين كانا صديقان قبل زواجهما وخلفا طفلين قبل الزواج ، وقد أحضر الزوجين معهما طفليهما إلى زواجهما ؟؟؟
لا أريد إجابة منكم الآن بل سأعود لمجلسي وللحاضرين لأخبركم ماذا كانوا يتابعون. إنهم يتابعون مسلسلاً درامياً تركياً مدبلجاً ، تألمت جدا عند رؤيتي للناس وهم يشاهدون هذه المسلسلات التي خرجت عن كل أعراف القيم والأخلاق. بالرغم أنها لا تناسب عاداتنا ولا قيمنا ولا أخلاقنا ولا مفاهيمنا التي تربينا عليها ولا ديننا الذي نؤمن به.
كلما اتجهت للتلفاز وأخذت الريموت مقلباً القنوات الفضائية العربية لمتابعة برنامج نافعٍ ومفيد ، أجد أن هذه المسلسلات التركية تغشانا ليل نهار بدون رقيب ولا حسيب ولا تناسب فطرتنا وغيرتنا ، بل هدفهم الكسب المادي ولا يهتمون أهو حلال أم حرام.
قبل عام سألني شخص قريب لي هل المسلسلات التركية المد بلجة حلال أم حرام. قلت له أنا لم أتابع .. لكن مما سعت وقرأت عنها هي أقرب للحرام من الحلال ، ثم سألني سؤال آخر عن مسلسل وادي الذئاب حلال أم حرام ..؟ قلت : له لم أتابع ولا حلقة واحدة ، قال : مسلسل وادي الذئاب أنا تابعت ما فيه لا حب ولا رومانسية ولا هم يحزنون.
أيها المريبون ألا تعلمون أنه لا يكاد يخلو مسلسل تركي من القبل أو الأحضان الحارة أو كلام غرامياً أو لقطةً مثيرة أو موقفٍ خادش للحياء ، أو امرأة حامل تحمل في أحشائها بذرة حرام من صديقها ، ونحن نتابع المسلسل بشغف حلقةً حلقة ونرى البذرة الحرام تكبر شيئاً فشيئاً في أحشاء بطلة المسلسل !!
الطامة الكبرى أننا نتعاطف مع المرأة لأنها بطلة المسلسل التي يجب أن نعيش حكايتها الحزينة وقصة حبها مع صديقها الخائن الذي تركها وهي حامل منه ، مترقبين الأحداث بلهفة عظيمة وشوق كبير حتى نهاية المسلسل.
المصيبة أننا في مجالسنا نتحاور ونتناقش هل ستعود بعد وضع طفلها إلي صديقها أم لا !! .. متجاهلين أنها زانية تحمل في بطنها جنيناً سفاحاً ، ضاربين بعرض الحائط كل القيم التي تربينا عليها ، وربينا أطفالنا على القيم والفضيلة والأخلاق ، ثم يأتي مسلسلاً تركياً نصفق ونشجع ونتعاطف ونبكي له وننتظر ولادة بطلة المسلسل بفارغ من الصبر ، وتناسينا أن هذا المقطع نسف كل ما بنيناه من أخلاق وقيم في نفوسنا وفي عقول فلذات أكبادنا !!
من الناحية العقلية هل تعرفون أن كل هذا تمثيل في تمثيل ولا توجد كلمة واحدة نابعة من القلب ورغم ذلك نجلس بالساعات الطوال نشاهد وقد تتساقط من أعيننا الدموع و تخفق قلوبنا بالعبرات لأننا مندمجين بكياننا كله.
ثم أنظروا إلا أسماء تلك المسلسلات " الحب الممنوع .. دقات قلب .. سنوات ضياع .. الحب
المستحيل .. ويبقى الحب ". أسماء مسلسلات بإباحيتها ، فولد الأخ مع زوجة العم في عشق وهيام ، وتجده يرتع في البيت دون حرمة لغير المحارم ، ناهين عن كاسات الخمر في متناول الجميع وابنة العم تعشقه .. وهكذا من أعمال سافرة تقتل الغيرة في نفوسنا وخصوصيتنا كمسلمين.
إنه التناقض الذي يسري مسرى الدم في حياتنا ، ففي الوقت الذي نربي فيه أطفالنا على الفضيلة والأخلاق ، نتابع وهم معنا هذه اللقطات المثيرة للغريزة الجنسية والمنافية لكل القيم الأدبية والأخلاقية والإنسانية .. بالله عليكم السنا متناقضين بين قيمنا وأخلاقنا التي أمرنا بها ديننا وبين أفعالنا .!!
ألا يكفينا كمسلمين تخلفاً علمياً فكيف إذا أضاعنا أخلاقنا الحميدة المحتشمة وأخلاق سيد البشر صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام فبدلاً أن نكون خير أمة أصبحنا أسوأ أمة .
قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ  
وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ).

ومضة :

أنقل لكم تصريح من قلب الحدث ومن أكبر مسؤول في تركيا : حيث صرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الرافض للدراما التركية داخل تركيا ، وأنها ليست من عائداتنا كمسلمين ، بالرغم أن عائدات المسلسلات تجاوزت الـ65 مليون دولار .. لكن سببت في مجتمعنا التركي " خيانة زوجية وطلاق وزنا محارم واغتصاب وفقدان الشرف وزوال الحياء وانتحار ، وانحطاط وانحلال ، وغرسها لفكر أعوج وتافه ، ذلك كله بسبب هذه المسلسلات الماجنة ، ولم يبق لنا سوى مشاهدة صندوق الخراب ".



منقووول
ابوهينال

                                                    





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق