السبت، 17 ديسمبر 2011

{ الفراشات } الإنسان بين الرضى والسخط


الإنسان بين الرضى والسخط
الإنسان لم يرضَ عن شيء في هذا الكون أكثر مما رضي عن عقله فهو غير راض وساخط عن كل شيء ويقول علماء النفس إن كثيرا من الهموم و الضغوط النفسية سببها عدم الرضى ، فقد لا نحصل على ما نريد ، وحتى لو حصلنا على ما نريد فقد لا يعطينا ذلك الرضى التام الذي كنا نأمله وحتى بعد حصولنا على ما نريد فإننا نظل نعاني من قلق وشدة خوفا من زوال النعم 

يقول أحد الحكماء ( لو أن أحدا ملك الدنيا كلها ما استطاع أن ينام إلا على سرير واحد ، و ما وسعه أن يأكل أكثر من ثلاث وجبات في اليوم ، فما الفرق بينه وبين الفلاح الذي يحفر الأرض ؟ لعل الفلاح أشد استغراقا في النوم ، وأكثر استمتاعا بطعامه من رجل الأعمال صاحب الجاه والسلطان ) فأحذروا القلق والهموم فهي تفتك بالجسم


وتهرمه كما قال المتنبي 

الهم يخترم الجسيم نحافــة ... ويشيب ناصية الصبي فيهرم


وقد ذم الرسول صلى الله عليه وسلم التكالب على الدنيا فقال ( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة . ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ) رواه الترمذي
ويهدف هذا التوجيه النبوي إلى بث السكينة في الأفئدة ، و استئصال هذا الطمع و التكالب على الدنيا وان الأرزاق مقسومة مقضية لا محالة فيها 
فلا شك أن علاج الهموم هو في الرضى
بما قدر الله ، والصبر على الابتلاء واحتساب ذلك عند الله ، فإن الفرج لا بد آت

والساخطون والشاكون لا يذوقون للسرور طعما . فحياتهم كلها مكفهرة سواد دامس ، وليل حالك .. عنده ضعف الإيمان  ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا
أما الرضى فهو نعمة روحية عظيمة لا يصل إليها إلا من قوي بالله إيمانه ، وحسن به اتصاله .. الرضى جنة الدنيا من لم يدخلها فقد فقد حرم جنة الآخرة

والمؤمن راض عن نفسه ، راض عن ربه لأنه آمن بكماله وبحكمته ، وأيقن بعدله ورحمته
ويعلم أن ما أصابته من مصيبة فبإذن الله . وحسبه أن يتلوا قول الله تعالى


( وما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم )
والمؤمن يؤمن تمام اليقين أن تدبير الله له أفضل من تدبيره لنفسه ، فيناجي ربه و يقول ...( بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ) وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم


( ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ) رواه أحمد .. وعلى المسلم الرضى بقضاء الله والرضى بالرزق والزوجة والأولاد حتى يشعر بالراحة والطمأنينة .. فالله أعلم واحكم وهو علام الغيوب وهو من خلق الخلق ويعلم ماهو الأصلح لهم .. أليس الله بكاف عبده .. أليس الله بأحكم الحاكمين ..... أسال الله ان يوفقنا للخير والسعادة وللرضى بالقضاء خيره وشره وان يجعلنا من أهل رضوانه وجناته ...... يارب
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق