الأربعاء، 20 يونيو 2012

{ الفراشات } إفتح النافذة ثمة ضوء ... مقالة


يُحكى أن رجلا كان يسكن في احدى القرى ، وكان يُعاني من صداع نصفي مزمن ،
ولم يبقَ طبيب الا زاره ، ولم يُذكر له علاج الا سعى في طلبه ولكن دون جدوى !!
وفي تلك الاثناء وقع خلاف بين صاحبنا ورجل آخر على احدى الآبار المهجورة حيث إدَّعَى كل
منهما ملكيته ، وقد وصل الخلاف إلى قاعة المحكمة ،،
حيث حكم لصاحبنا بملكية البئر ولكن هذا الحكم لم يعجب خصمه فاستشاط غضبا وقرر ان ينال منه ..

فتربص به عند البئر ، فلما حضر عاجله بضربه من عصى غليظة على رأسه أوقعته في غيبوبة فترة طويلة ،


استفاق بعدها ، وقد استعاد عافيته وزال عنه الصداع دون رجعه ، وقد وصف تلك الضربة المباركة

بقوله : ( كأنما عرق مسدود قد فتح في دماغه ) .


فسبحان الله .. لقد جاءه الفرج من حيث لم يحتسب بل لو كان يعرف مسبقا ان

شفاءه سيكون من ضربة عصا لتردد في قبوله ، ولربما رفض !

لكن النتائج مدهشة وفيها خير وحل لمشكلة عضال ..



إلى كل حالم تصدع قلبه من مفارقه ما يأمل ، مكبل بأصفاد الآمال ،

وأسير حلم أصاب سويداء قلبه فأوقعه في شرك الهم وراح يبكي فرقا وكمدا عليه ..


كم تتعلق قلوبنا نحو أمرٍ ما وتهفوا أرواحنا إليه وقد نحزن في حال فواته ..
ثم تتجلى الأمور وتتضع الحقائق أن في فواته خير لنا ..


كم تمنى شخص منصبا ما وفاته ،، ثم وفق لما هو خير منه ..

قد تنفصل زوجة عن زوجها فترزق بمن هو خير منه ..

والناس يأتمرون الأمر بينهم .. والله في كل يوم محدث شأنا ..

ونظل نحن بني البشر ذوي قدرات محدوده ونظرات قاصرة ورؤى سطحية ..


روعة الحياة وجمالها في لجوء الفرد إلى علاَّم الغيوب في كل شؤونه ..

* فإذا تاقت نفسك إلى أمر فليكن دعاؤك ( اللهم اكتب لي هذا الأمر إن كان خيرا

لي ، واصرفه عني إن كان غير ذلك )

وبعدها نم قرير العين هانيها ..

دع المقادير تجري في أعنتها .. ولا تبيتن الاَّ خاليَ البالِ


لا تتألم إذا فاتك مأرب ،
ولا تبكِ إذا استعصى عليك منال ،
فالخير كل الخير فيما كتب لك ، رُبَّ أَمْرٍ سُرَّ آخِرُهُ .. بَعْدَمَا سَاءَتْ أَوَائِلُهُ ..



*** خير الكلام ***

( فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً )


هذا المقال من كتاب / إفتح النافذة ثمة ضوء ..


للمبدع الدكتور / خالد بن صالح المنيف ..

أطيب التحايا وأرقها


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق