الجمعة، 1 يونيو 2012

{ الفراشات } فضل الأذآن والصف الأول

 
فضل الأذآن و الصف الأول
 
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لو يعلم الناس ما فى النداء و الصف الأول ثم لم يجدوا ٳلا أن يستهموا لاستهموا عليه و لو يعلمون ما فى التهجيرِ لاستبقوا ٳليه و لو يعلمون ما فى العَتَمَةِ و الصبحِ لأتوهما و لو حَبواً  .
لقد رَغَّبَ صلى الله عليه و سلم فى الصفِ الأول - أول صف تام يلي اﻹمام -  كثيراً فقد قال :  خير صفوف الرجال أولها و شرها آخرها و خير صفوف النساء آخرها و شرها أولها . ربط صلى الله عليه و سلم فضل الصف الأول بالأذانِ و فضل المؤذنين و أن المؤذنين أطول الناس أعناقاً يوم القيامة فقال : لو يعلم المسلمون فضيلة المؤذن و فضيلة الصلاة فى الصفِ الأولِ لاستبقوا ٳليهما و لتنافسوا فى الوصول ٳليهما حتى يضطروا ٳلى القرعةِ تفصل بينهم . لما كان المقام بيان التسابق فى الخيرات اقتضى أن يقرن بذلك الدعوة ٳلى التسابق ٳلى الصلاة و التبكير ٳليها و بخاصة صلاة العشاء و صلاة الفجر و هما أثقل صلاة على المنافقين فقال : لو يعلم المسلمون ما في التهجير أي التبكير ٳلى الصلاة - أي صلاة كانت - من الأجر لتسابقوا بشأنه و لو يعلمون ما فى -  العَتَمَةِ و الصبحِ - صلاة العشاء و الفجر - من الأجر لأتوهما سراعاً و لو كانوا مرضى لا يستطيعون المشي لأتوهما حَبواً على أيديهم  وأرجلهم .
قال النووي : في هذا الحديث تقديم الأفضل فالأفضل ٳلى اﻹمامِ لأنه يتفطن لتنبيه اﻹمامِ على السهو لما لا يتفطن له غيره وليضبطوا صفة الصلاة و يحفظوها و ينقلوها و يعلموها الناس .
لا يختص هذا التقديم بالصلاةِ بل السُنة أن يقدم أهل الفضل فى مجالس العلم و الذِكر و المشاورة و مواقف القتال و ٳمامةِ الصلاةِ  والتدريس و اﻹفتاء و ٳسماع الحديث .
 
يؤخذ من الحديث :
 
1 – فضيلة الأذان و المؤذن .
2 – فضيلة الصف الأول فالأول .
3 – مشروعية القرعة عند التنازع .
4 – فضيلة التهجير و التبكير ٳلى الصلاة .
5 – الحث على حضور جماعة العشاء و الفجر و الفضل الكثير فى ذلك لما فيهما من المشقة على النفس ، من تنغيصهما أول النوم و آخره و لهذا كانتا أثقل الصلاة على المنافقين .
 
 
مَن نسىي صلاة فليصلها ٳذا ذكرها
 
عن أنس بن مالك رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : مَن نسىَ صلاة فليصل ٳذا ذكرها لا كفارة لها ٳلا ذلك و أقم الصلاة لذكري .
حينما قفل رسول الله صلى الله عليه و سلم هو و أصحابه من غزوة خيبر و في ليلةٍ مظلمةٍ بعد أن تعبوا من المسير ، نزلوا يستريحون فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابِه : مَن يحرسنا ؟ فيظل يقظاً لا ينام ليوقظنا لصلاةِ الفجر ؟ قال بلال : أنا   يا رسول الله . قال : فاحفظنا . نام رسولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم هو و أصحابه و قام بلال يصلى ما قدر له ثم أسند ظهره ٳلى بعيرٍ فنام فلم يستيقظ أحد ٳلا بعد أن طلعت الشمس و كان أول من استيقظ رسول الله صلى الله عليه و سلم فقام فزعاً و قام الناس فزعين . قال : يا بلال ، ألم أقل لك ؟ قال : يا رسول الله . بأبي أنت و أمي أخذ بنفسى الذى أخذ بنفسك من النوم الغالب لقوَى البشر ، ما ألقيت على نومة مثل هذه النومة قط و أخذ الصحابة يهمسون : ما كفارة نومنا عن الصلاة ؟ سمعهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لهم : لكم فى رسول الله أسوة حسنة ، ٳن الله قبض أرواحكم حين شاء و ردها عليكم حين شاء ، ليس فى النوم تفريط و لا ٳثم ٳنما التفريط و اﻹثم على من تكاسل و أهمل الصلاة حتى خرج وقتها فمن نام عن صلاةٍ أو نسيها فليصل فوراً ٳذا ذكرها ، لا كفارة لها ٳلا ذلك فقد قال تعالى و أقم الصلاة لذكرى  أي لتذكرك ٳياها و ٳياي .
" مَن نسيَ " و في رواية فى الصحيح " مَن نسيَ صلاة أو نام عنها " و فى رواية أخرى " ٳذا رقد أحدكم عن الصلاةِ أو غفل عنها " و المقصود من الصلاة فريضة أي وقت و في الصحيح " فليصلها ٳذا ذكرها " فان الله يقول ٳنني أنا الله لا ٳله ٳلا أنا فاعبدني و أقم الصلاة لذكري .
 
يؤخذ من الحديث :
 
1 – قال النووي : يؤخذ من قوله مَن نسىي صلاة فليصل و فى رواية فليصلها  وجوب قضاء الفريضة الفائتة سواءاً تركها بعذرٍ كنوم و نسيان أو بغير عذر .  
2 – جملة  ٳذا ذكرها  تفيد وجوب المبادرة و عدم التأخير فى قضاءِ الفائتة .
3 – تنكير  صلاة  ف قوله  مَن نسىَ صلاة  على عموم الفريضة و النافلة فقال بوجوب قضاء الفريضة و باستحباب قضاء النافلة الراتبة . قال النووي : و ٳن فاتته سنة راتبة ففيها قولان للشافعي و أصحهما أنه  يستحب قضاؤها، و قيل : لا يستحب ، و أما السنن التى شرعت لعارض كصلاة الكسوف و الاستسقاء فلا يشرع قضاؤها بلا خلاف .
 
الملائكة يجتمعون بالناس في صلاتي الفجر و العصر
 
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :  يتعاقبون فيكم ملائكة بالليلِ و ملائكة بالنهارِ و يجتمعون فى صلاةِ الفجرِ و صلاةِ العصرِ ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم و هو أعلم بهم كيف تركتم عبادى ؟ فيقولون : تركناهم و هم يصلون و أتيناهم و هم يصلون .
كما فضَّلَ الله بعض الناس على بعضٍ و فضَّلَ بعض الأماكن على بعضٍ و فضَّلَ بعض الأوقات على بعضٍ ففضل الله وقتى العصر       و الفجر على بقية أوقات اليوم لأن الفجر وقت النوم و وقت البرد فى الشتاء و لأن العصر وقت انشغال الناس بالأعمال و الكسب فكان الترغيب فى المحافظة على الصلاةِ فى هذين الوقتين و شاء الله أن يباهى بعباده المصلين ملائكته ينزل من السماء ٳلى الأرض في هذين الوقتين .
تنزل ملائكة الفجر فتشهد الصلاة مع المصلين و تستمر ٳلى صلاةِ العصرِ فتنزل طائفةٌ أخرى من الملائكة تجتمع مع الأولى فى صلاة العصر مع المصلين ثم تعرج - تصعد -  طائفة النهار ٳلى ربها و تبقى ملائكة الليل فتبيت حتى الفجرَ فتنزل ملائكة النهار فتجتمع مع ملائكة الليل فى صلاةِ الفجرِ ثم تصعد ملائكة الليل فيسألهم ربهم سؤال استنطاق : كيف تركتم عبادي ؟ و هو أعلم بهم فيقولون : تركناهم و هم يصلون و أتيناهم و هم يصلون . فيا سعادة مَن شهدت صلاته و شهدت له الملائكة و يا خسارة مَن أضاع هذا المغنم .
 
ذهب أكثر العلماء ٳلى أن هؤلاء الملائكة هم الحفظة الذين يكتبون أعمال العباد فسؤاله لهم عما أمرهم به من حفظهم لأعمالهم و الغرض من سؤالهم على هذا مدح المؤمنين و الثناء عليهم رفعاً لدرجاتهم و زيادة في الرضى عنهم قال القاضى عياض : يحتمل أن يكونوا غير الحفظة فسؤاله لهم ما سبق فى علمه بقوله : أتجعل فيها مَن يفسد فيها و يسفك الدماء و أنه ظهر لهم ما سبق فى علمه بقوله : ٳني أعلم ما لا تعلمون . قال القرطبى : هذا مِن جميل ستره جل شأنه ٳذ لم يطلعهم ٳلا على حال عباداتهم و لم يطلعهم على حالة شهواتهم و ما يشبهها .
 
يؤخذ من الحديث :
 
1 - الصلاة أعلى العبادات .
2 – الحديث فيه ٳشارة ٳلى عظم هاتين الصلاتين .
3 – فضل هذين الوقتين .
4 – الملائكة تحب هذه الأمة .
5 – الله تعالى يكلم ملائكته .
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق