الأربعاء، 25 يوليو 2012

{ الفراشات } العطاس في الصلاة


بسـم الله الـرحمـن الـرحيـم

السـلام عليكـم ورحمـة الله وبـركـاتـه

: سؤال
إذا عطست وأنا أصلي ، هل أقول : الحمد لله أم لا ؟


: الجواب

الحمد لله ، من عطس وهو في الصلاة فإنه يشرع له أن يحمد الله سبحانه
سواء كانت الصلاة فرضاً أو نفلاً
، وبذلك قال جمهور العلماء من الصحابة والتابعين
وقال به الإمام مالك والشافعي وأحمد ، على خلاف بينهم : هل يسر بذلك أو يجهر به

والصحيح من قولي العلماء ومذهب أحمد أنه يجهر بذلك

ولكن بقدر ما يسمع نفسه
لئلا يشوش على المصلين 
*********
ويدل لذلك عموم ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال 
إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله .. الحديث أخرجه البخاري
ويؤيد ذلك أيضاً ما رواه رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال 

صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطست 
فقلت : الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، مباركاً عليه ، كما يحب ربنا ويرضى
فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرف قال : من المتكلم في الصلاة؟
فلم يتكلم أحد ، ثم قالها الثانية : من المتكلم في الصلاة ؟ فلم يتكلم أحد
ثم قالها الثالثة : من المتكلم في الصلاة ؟  فقال رفاعة بن رافع : أنا يا رسول الله
قال : كيف قلت ؟ قال : قلت 
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، مباركاً عليه ، كما يحب ربنا ويرضى
: فقال النبي صلى الله عليه وسلم
والذي نفسي بيده ، لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكاً أيهم يصعد بها

أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي ، وقال الترمذي : حديث حسن 

والذي نقله الحافظ في التهذيب عن الترمذي أنه صححه ، وأخرجه البخاري في صحيحه
إلا أنه لم يذكر أنه قال ذلك بعد أن عطس ، وإنما قاله بعد الرفع من الركوع

فيحمل على أن عطاسه وقع عند رفعه من الركوع ، فقال ذلك لأجل عطاسه 

فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ولم ينكر عليه ، فدل ذلك على مشروعيته في
الصلاة

لكن من عطس في الصلاة ثم حمد الله ، فإنه لا يجوز لمن سمعه أن يشمته ، لأن التشميت من كلام الناس ، فلا يجوز في الصلاة

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أنكر على من شمت العاطس في الصلاة

ثم قال له : إن هذه الصلاة لا يحل فيها شيء من كلام الناس هذا ، وإنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن

أخرجه الإمام مسلم وأبو داود والنسائي

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم انتهى

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق