الأحد، 29 يوليو 2012

{ الفراشات } رباعيات في الحب والحبيب ( خيَّم الشوق )






خيَّـمَ الشـوقُ علـى المُضـنـى وأرَّقــهُ الحنـيـن
وجـفــاهُ الـنــومُ فـــي لـيــلٍ صـبـاحـهُ لا يـبـيــن
صـاحـبــاهُ الــــرقُّ ودواةٌ بــهــا حــبــرٌ حــزيــن
أنصـتـوا فحديثـنـا يــروي شـغــافَ العاشـقـيـن
:
فــي حـديـثِ الـحـبِّ آهـــاتٌ ووجـــدٌ وشـجــون
ومعانـاةٌ نغالبـهـا فتغلبـنـا وتكشفـهـا العـيـون
لا تغرُّك لحظةً فـي العشـقِ غامرهـا السكـون
إنـمـا هــي لـحـظـةٌ تتبـعـهـا نـوبــات الـجـنـون
:
إنـــمــــا الـــحــــبُّ ســـهــــامٌ كــلــنـــا أهــدافــهـــا
كـسـهــامِ الــمــوت لا نــــدري مــتــى إرجـافـهــا
يـسـري فــي الـــروحِ كـوديــانٍ تـئــنُّ ضفـافـهـا
وانهيـارات الأحاسيـسِ ركـامٌ قـد غـزا أطرافهـا
:
و يُبَاغِـتُـنـا فيسـتـولـي الـمـشـاعـرَ والـسـريــرة
ويسكنـنـا ولـيـس لـنـا فــي هــذا الأمــرِ خـيـرة
فيعصـى القـلـبُ صاحـبـهُ وقــد أمـسـى لغـيـره
ومن ذا في رحابِ الحب فـي يـدهِ مصيـره..؟
:
فـتــؤرقــنــا مـشــاعــرنــا وشـــــــوقٌ لا يــلــيــنــا
لـتــأتِ لـحـظـةٌ فــــي يُـتـمِـهـا الـبـشــرى إلـيـنــا
تـطـفـئ الـشــوقَ لـحـيـنٍ ثـــمَّ يستـيـقـظُ حـيـنـا
كـــي يُحـاصـرنـا ويُنهِـكُـنـا فـــلا يُـبــقِ عـلـيـنـا
:
إن أصـابَ الحـبُّ قلبـاً صـادقُ النـبـضِ نـقـي
كيـفَ يحيـا إن بــلاهُ اللهُ فــي حــبِّ شـقـي..؟
فهـو كالممسـوسِ والممسـوسُ يُشـفـى بـرقـي
و صويبُ الحبِّ لا يشفى إذا ما النبضُ حي
:
كــم جريـحـاً فـيـكَ يــا حــبُّ وكــم قلـبـاً طُـعِــنْ
كــــلُّ قــلــبٍ تـحـتـويــهِ كـــــانَ مـرتــاحــاً يَــئِـــنْ
وكــأنـــكَ لـعــنــةٌ .. ويـــــلُ قــلـــبٍ قـــــد لُــعِـــن
بيـن آلافِ المآسـيَ فـي رحــى الـحـبِّ طُـحِـنْ
:
كــم فــؤاداً فـيــكَ يـــا حـــبُّ تُعـانـقـهُ الـسـعـادة
لـم يـذُق طعـمَ الـفـراقِ ولــم تعاتـبـهُ الـوسـادة
جئتـهُ كالحـلـمِ قــد جــاوزتَ بالـفـرحِ اعتـقـاده
فهـوَ مَرْضـيٌّ رأى فــي نصـفـهِ الثـانـي مــراده
:
أيُّ أقـــدارٍ دعـتــكَ حــتــى تـحـتــلَّ الـقـلــوب.؟
وتـحـمـلـهـا مـلايــيــن الــرزايـــا والــذنـــوب ..؟
وتـدعـهــا بــيــن أحــــزانٍ وأفــــراحٍ تــــذوب ..؟
وهـــي لا تـنـفـكُّ أن تـحـيـا عـذابــك لا تــتــوب
:
أيهـا الشـاكـي نــاراً أحـرقـت فــي البـعـدِ قلـبـه
كـــم حبـيـبـاً مـزقــت أحـلامــهُ طـعـنــاتُ حُــبَّــه
ليـس فـي العشـاقِ صـبٌّ روَّض القلـبَ بلـبِّـه
فالمحبـةُ إن حكمهـا العـقـلُ لا تـدعـى محـبَّـه
:
إن أردت العـيـش يــا صــبُّ نعـيـم العاشقـيـن
كـن كمـا أنـت ودع عنـكَ الوشـاة الحاسـديـن
فــدوام الـحــبِّ أن تـحـيـاهُ فـــي حـــقِّ اليـقـيـن
آفـة المحبـوب أن يبـقَ فــي حـبـه بـيـنَ بـيـن
:
وتـــأكـــدَ أن مــــــن تـــهـــواهُ تـــهــــواهُ لـــذاتــــه
لــيــس حــبــاً إن عـرفـنــا كـهـنــهُ ومـسـبـبـاتـه
إنــهُ الإعـجـابُ مـثـل الـحـبِّ تـشـعـرُ ذبـذبـاتـه
يتـلاشـى فــي رحــابِ الإلــفِ والإلــفُ ممـاتـه
:
فـتـمـهـلَ حــتــى تسـتـيـقـن مــــا أنــــت عـلــيــه
وحـــــدهُ الـقــلــب سـيُـخـبِــرُكَ بـــمـــا آل إلـــيـــه
فــــإذا أيـقـنــتَ ادعُ الـعـقــلَ واسـتـفـتـيـهِ فــيـــه
إن بـعــض الـحــبِّ إثـــمٌ واجـــبٌ أن نـحـتـويـه
:
لـم تعـد ليلـى كليـلـى لــم يـعُـد قـيـسٌ كقـيـس
فَجُـرَت ليلـى وقـيـسٌ صــار صـيـاداً خسـيـس
صنـعـوا حـبـاً جـديــداً جـعــلَ الـحــبَّ النـفـيـس
مرغـمـاً مـــا بـيــن طـيــاتِ الـدواويــنِ حـبـيـس
:
حـيـنَ كــان الـحـبُّ عَــفٌّ خُـلِّـدَ العـشـاقُ فـيـه
غـيــرَ أنَّـــا فـــي زمـــانٍ فــيــهِ لـلـعـشـاقِ تــيــه
دنَّـسـوا الـحــبَّ فـمــا أبـقــوا لـــه طُـهــراً عـلـيـه
فــتــأمــل أي حــــــبٍّ فــــــي فــــــؤادكَ تــدعــيــه




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق