الجمعة، 18 مايو 2012

{ الفراشات } إشراقات صباحية مميزة



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمات رائعة للدكتور الشيخ عائض القرني
 
أيها الفقير: صبر جميل ، فقد سلمت من تبعات المال ، وخدمة الثروة
وعناء الجمع ، ومشقة وحراسة المال وخدمته ، وطول الحساب عند الله
يا من فقد بصره : أبشر بالجنة ثمناً لبصرك ، واعلم أنك عوضت نوراً
في قلبك ، وسلمت من رؤية المنكرات ، ومشاهدة المزعجات والملهيات
يا أيها المريض : طهور إن شاء الله فقد هُذبت من الخطايا ، ونقيت من
الذنوب ، وصُقل قلبك وانكسرت نفسك ، وذهب كِبْرُكَ وعُجْبُكَ
لماذا تفكر في المفقود ولا تشكر على الموجود وتنسى النعمة الحاضرة
وتتحسر على النعمة الغائبة ، وتحسد الناس وتغفل عما لديك
ولا بد من شيء من المرض يذكرك العافية ، ويجتث شجرة الكبر ودرجة
العجب ليستيقظ قلبك من رقدة الغافلين
كن كالنملة في المثابرة ، فإنها تصعد الشجرة مائة مرة وتسقط ثم تعود
صاعدة حتى تصل ، ولا تكل ولا تمل
وكن كالنملة فإنها تأكل طيباً وتضع طيباً وإذا وقعت على عود لم
تكسره 
أيها الفقير
وَسَارِعُوا آل عمران : من الآية 133 ثب وثباً إلى العلياء فإن
المجد مناهيه ، ولن يقدم النصر على أقدام من ذهب ولكن مع دموع ودماء
وسهر ونصب وجوع ومشقة
عرق العامل أزكى من مسك القاعد ، وزفرات الكادح أجمل من أناشيد
الكسول ورغيف الجائع ألذ من خروف المترف
لا تظن العاهات تمنعك من بلوغ الغايات ، فكم من فاضل حاز المجد وهو
كفيف أو أصم أو أشل أو أعرج ، فالمسألة مسألة همم لا أجسام
عسى أن يكون منعه لك سبحانه عطاء وحجزك عن رغبتك لطف ، وتأخرك
عن مرادك عناية ، فإنه أبصر بك منك
إذا زارتك شدة فاعلم أنها سحابة صيف عن قليل تقشع ولا يخيفك رعدها
ولا يرهبك برقها فربما كانت محملة بالغيث
الكفيف يتمنى أن يشاهد العالم ، والأصم يتمنى سماع الأصوات ، والمقعد
يتمنى المشي خطوات ، والأبكم يتمنى أن يقول كلمات وأنت تشاهد وتسمع
وتتكلم
لا تظن أن الحياة كملت لأحد ، من عنده بيت ليس عنده سيارة ، ومن عنده
زوجة ليس عنده وظيفة ومن عنده شهية قد لا يجد الطعام ، ومن عنده
المأكولات فقد منع من الأكل
الطائر لا يأتيه رزقه في العش ، والأسد لا تقدم له وجبته في العرين
والنملة لا تعطى طعامها في مسكنها ، ولكن كلهم يطلبون ويبحثون فاطلب
كما طلبوا تجد كما وجدوا
كل مأساة تصيبك فهي درس لا ينسى ، وكل مصيبة تصيبك فهي محفورة في
ذاكرتك ولهذا هي النصوص الباقية في الذهن
 
هنيئاً لمن بات والناس يدعون له وويل لمن نام والناس يدعون عليه
وبشرى لمن أحبته القلوب ، وخسارة لمن لعنته الألسن
 
الدكتور الشيخ
عائض بن عبدالله القرني
أمد الله في عمره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق